صراع الديكة و جمهور الخيبة والفشل
- مصطفى كامل الكاظمي

- 26 فبراير
- 2 دقيقة قراءة
حينما يستسلم الوعي ويتعطّل قلم التصدي في المجتمع ، يسود الحمق ويتعالى كعب المفسدين الراغبين ببقاء الشعب مغفلاً وأبلهاً .
وفي الغالب ، نجد التنافس الغير شريف يسود اروقة السياسة ، ويتصدر الفاسدون مشهد الإغواء والخديعة .
مشهد البؤس ان العراق ابتلي بساسة كانت الفاقة غالبة على حياتهم الماضية . حياة شبه معدمة مادياً ، ومن قرى وارياف اغلبها لم يرَ مساحة نور تعليمي وثقافي واقتصادي مقبول .
جلّ ساستنا كان بمستوى الفقر أو دون ذاك " ولا عيب في الفقر إطلاقاً " فكم وكم من فقير أهّله وعيُه ووفاؤه لبلده واخلاصه لمبادئه ليقود بلده نحو التقدم وازدهار شعبه ، فغاندي ونهرو ومانديلا وعبد الكريم قاسم ومهاتير وعبد الرحمن سوار الذهب وغيرهم كثير كلهم كانوا فقراء ، وناضلوا حتى انتعشت شعوبهم بفضل الوفاء وتُرابية القيادة وزهدها في بالبحبوحة ، وحرصهم على ثروات بلدانهم وتوزيعها بالعدل فازدهرت بلدانهم وخرجوا عن الحكم ولم يتركوا خلفهم عقاراً او روبية من بيت مال الشعب ، وكل ذلك ليس ببعيد عن ذاكرة المتابع .
ليس العيب في ان يتصدى السياسي والزعيم الفقير مادياً ، لكن المعيب والمهلك المخزي أن يخون شعبه ومبدأه في لحظة تمكنه من مفصل الحكم ثم يخدعه الاجنبي بمغريات مادية ، ويعطيه الاشارة الخضراء لاستغلال فرصته (الذهبية) في السرقة واقتناص المزيد من ثروات العراق بمجرد توقيع اتفاق وإيماءة موافقة دون ادنى تعب ليستحوذ على املاك خيالية من العقارات والشركات ، والمولات والمشافي والجامعات الاهلية والمصانع والمزارع وشتى انواع الاستثمارات بعناوين وهمية شتى … ومع هذا كانت قطعان من هنا وهناك تُصفق لهم .
أي بلادة وبلاهة هذه التي دمرت البلد بتدمير التعليم والسماح للاهلي بمدارسه وجامعاته وكلياته التي باتت عبءاً مُحطِماً لجوهر التعليم ( إدفع قسطاً تنجح صفاً )، يعاضده فسح المجال امام الانحلال والتحلل الاخلاقي ، وهبوط المحتوى الاعلامي الذي شجع على الرذيلة فصنع طوابير شبابية تكتض على بوابات الحانات والنوادي الليلة بصورة مفجعة ؟
شباب بالجملة عاطلون عن العمل .
سياسة غريبة انتجت ظاهرة الرشوة على كل الصعد وعلى اعلا المستويات بحيث لا يمكن لأي دائرة رسمية انكار تفشي الرشى في غرفها ومكاتبها وفي غيرها .
شعبنا العراقي يمتلك طاقات وعقول بشرية تتمناها دول اخرى ، لكنها مكبلة باستسلام التفكير الشعبي الغالب عليه التصفيق لمن هب ودب ، حتى اوقعوه ضحية سياسة اعتمدت في سلطانها على مبيعات النفط … وتبددت باقي مصادر الثروة المتنوعة والمتعددة من زراعة وتجارة ومعادن وسياحة وصناعة وثروة حيوانية ومائية وثروة أجواء سمائه المجهولة لدى اغلب الاقتصاديين .
العراق اليوم بين نارين ، نار الخلاص من حيتان الفساد وفساد السياسات الرخوة ، وبين نار الميزانية التي تعتمد على سعر البرميل والموزعة بين الاستغلال والسرقة وبين رواتب الموظفين والمتقاعدين والهبات دون النظر الى مستقبل العراق الذي افرغ مخزونه المالي واستدان أضعافاً مركبة وخيالية من البنوك العالمية ، فماذا بعد نفاد النفط او هبوط سعره عالمياً مقايسة الى ما تبدع به البلدان الاخرى من البحث المتواصل عن بدائل النفط ؟.



تعليقات